responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 429
[من سلوك الأعراب مع النبى] (1)
إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحجرات: 4، 5].
تحدّثت إليك فى الآية السابقة عمّا أدّب الله به المسلمين فى مخاطبة نبيّهم صلى الله عليه وسلم والتحدّث فى حضرته، وسنتدارس الآن هذه الآية الكريمة على الأساس السابق، فاسمع والله ولى توفيقى وتوفيقك.

[معانى الكلمات]
الحجرات: جمع حجرة، وهى الغرفة. وليس فى الآيات ألفاظ تحتاج إلى بيان.

[ارتباط الآية بما قبلها]
وارتباط هذه الآيات بالآيات السابقة واضح، فإنما كانت تلك بيانا لواجب الصغير فى خطاب الكبير فى الحديث والقول، وهذه بيان لما يجب أن يتأدّب به الناس مع أئمتهم وعلمائهم فى الاستئذان عليهم وطلب لقائهم.

[سبب النزول]
وسبب نزول الآية: أنه لما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفود العرب، قدم عليه عطارد بن حاجب بن سعد بن زرارة بن عدس التميمى فى أشراف بنى تميم، منهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر التميمى أحد بنى سعد، وعمرو بن الأهتم، والحتات بن يزيد، ونعيم بن يزيد، وقيس بن الحارث، وقيس بن عاصم أخو بنى سعد، فى وفد عظيم من بنى تميم. قال ابن إسحاق: ومعهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزارى، وقد كان الأقرع بن حابس وعيينة شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف، فلما قدم وفد بنى تميم كانا معهم، ولما دخلوا المسجد نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته: أن اخرج إلينا يا محمد، فآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم، فخرج إليهم، فقالوا: يا

(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (9) من السنة الثالثة الصادر فى 10 من ربيع الأول سنة 1354 هـ- 11 من يونيو سنة 1935 م.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست